ايتــــو و لا بورتــــا و الورقـــــات الثلاث

استغرب العالم اجمع قبل يومين عندما عرض مانشيستر سيتى على ايتو مبلغ 200 الف جنيه استرلينى فى الاسبوع كراتب ، وزاد الامر عجبا

عندما اصبح العالم يوم الثلاثاء على راتب اخر هو 250 الف جنيه استرلينى فى الاسبوع ، ولكن الدهشة كلها تكاملت بعد ذلك بساعات عندما

اوضح ممثلو ايتو بان المبلغ المقترح كراتب اسبوعى غير كافى وان الاسد الكميرونى الجائع لن يشبع الا بالمزيد من الاموال اذا كان سيتى يرد ان

يحصل على خدماته!!.


الاعتقاد بان – بحر اموال سيتى –

يجب ان يستزنزف من اجل عيونى وهو تفكير غريب عجيب!! والاعجب منه مبرر ايتو للحصول على المزيد وهو سبب الحديث عن العقلية

الافريقية القديمة ، فلو طلب المزيد من الاموال فى اطار التفاوض فان ذلك يبقى جزءاً من العرض والطلب وهو امر منطقى ومشروع قام به جميع

النجوم الكبار ، ولكن ما حدث ان ايتو خرج للعالم باحدث اعجوبة فى زمانها ، فمبرره للحصول على المزيد من الاموال هو ان برشلونة موافق على

بيعه بسعر زهيد وانه غير محتج على السعر الذى قيّمه به البارسا ، ولكن مصدر احتجاجه ورغبته فى زيادة الاموال التى سيقدمها له سيتى هو انه

يريد بقية المبلغ الذى كان يتعين على برشلونة بيعه به!!.




نعم وهكذا بكل بساطة ايتو يتعامل بعقلية جشعة انتقامية فى ذات الوقت.. برشلونة باع ديكو بعشرة ملايين جنيه وفعل ذات الشيء مع رونالدينهو

لانه كان راغب فى التخلى عنهم وتسهيلا لانتقاله الى اندية اخرى فى اطار المصحلة العامة للنادى واللاعب ، ولكن ايتو لايريد ان يتوقف امر

مغادرته لبرشلونة عند هذا الحد بل يريد ان يتم تقييمه كأنه لاعب متعاقد لخمس سنوات – تبقى على عقده عام واحد – ويتم تقييمه من ادارة

البارسا على هذا الاساس ولكن الاموال لن تذهب للبارسا فالبارسا لن يحصل الا على العشرة ملايين التى قبلها فى صفقتى ديكو ورونالدينهو.. اما

بقية المبلغ فيجب ان يدفعها سيتى للاسد الجشع حتى يوافق على الانتقال ؛ لانه يعتقد بان هذه الاموال كانت ستأتيه فى السنة المقبلة عند نهاية

عقده ، ولكن هل يضمن ذلك؟؟.


الانتقام قبل كل شيء



فايتو يريد ان يستغل رغبة سيتى فى الاستفادة منه تسويقيا وبناء قاعدة فى افريقيا استنادا عليه لذا فانه يسعى لاستغلال هذه الاستراتيجية

التسويقية ليفرض على سيتى ان يدفع المزيد دائما على الرغم – من وجهة نظرى – ان الراتب الاسبوعى الذى عرضه النادى الانجليزي المملوك

للشيخ منصور بن زايد ال نهيان قدم اكثر من ما يستحقه اي لاعب كرة قدم فى العالم ولا حتى المعجزة ميسى ولا لو عاد باستين وماردونا

للملاعب فلا يعقل ان يمنح لاعبا فى كرة القدم راتبا يصل الى ربع مليون جنيه استرلينى فى الاسبوع ، وهنا تظهر عقلية الاستغلال امام عقلية رد

الفعل المترسخة فى الشعوب الافريقية فتأتى فى ابشع حالاتها!!.. فعندما قال ايتو انه سينتقم من الريال لانه اهدر فرصة الابقاء عليه كان الامر

منطقي فى اطار عالم كرة القدم ، ولا يمكن لاي شخص ان يلومه ولكن – خارطة – الانتقام التى يرسمها الكميروني الان ضد ناديه برشلونة هى

العجيبة الغريبة !!.


يريد ان يبقى فى النادى حتى يخرج حرا فى النهاية هذا هو التفكير الظاهر لاي شخص ، ولكن ايتو لم يخف ان استمراره مع البارسا ليس من اجل

مصالح مالية بحتة حتى يرفع من قيمة انتقاله فى السنة القادمة ولكن من اجل الانتقام من ادارة النادى التى لاتريد له الاستمرار فى الفريق ، وهنا

يظهر الفرق بين المحترفين الاوربيين واللاتين وبين محترفي القارة السمراء!!.


نتابع كل يوم اسم مميز فى عالم كرة القدم ولاسباب متعلقة بالتكتيك او بالسن يقبل بالامر لانه تربى على ان هذه هى سنة كرة القدم ؛ لعب باجيو

فى بولونيا وانتقال ايفنبيرغ اروع لاعبى المانيا فى العقد الاخير من القرن الماضى للعب فى الدورى القطرى ، ويلعب معجزة برشلونة السابق

ريفالدو فى الدورى الاوزبكى وكان قبلها فى الدورى اليونانى ، ولعب قبل ايام اغلى لاعب فى العالم – سابقا - البرازيلى دينيلسون لعب فى فريق

فيتنامى ، جميع هؤلاء غادروا انديتهم عندما حان الوقت للمغادرة ولم يفكر احد منهم فى التعامل بعقلية اطفال افريقيا وتقبلوا سنة كرة القدم فى ان

لكل زمان رجال ولكل مدرب تفكير ، وعليك ان تكون جاهزا دائما للتعامل مع مثل هذه الامور ، ولكن ايتو يرى بانه اكبر من ان يتقبل الاستبدال

والتغيير على الرغم من ان السيد غورديولا قالها بوضوح من يومه الاول فى البارسا قبل عام بانه لايريد الكميرونى معه ، ورغم استمراره الموسم

الماضى لحاجة الفريق له الا ان غورديولا لم يغير من تفكيره لانه يعمل على برشلونة المستقبل – وهذه وظيفته – وهو حر فى الابقاء على من

يريد لانه هو من يتحمّل المسؤولية اخر الامر!.







_______________________________________________________________________



لعل تفكير ايتو هذا جعل ادارة برشلونة تؤكد بوضوح عبر الصحافة الموالية لها انها لن – تتفرج – على هذه المهزلة وان السيد ايتو من حقه ان

يبقى فى الفريق حتى نهاية عقده ولا يلزمه احد بان يمدد عقده ، ولكن فى ذات الوقت فان الجهاز الفنى للنادى غير ملزم بالتعامل مع جميع

اللاعبين الموجودين فى قائمة برشلونة ، وهى رسالة تعنى بوضوح ان ايتو لن يكون موجودا الا على مدرجات الكامب نو وحين ينتهى عقده حينها

سيجبر على القبول باي عرض لان الاندية لن تغامر بالتعاقد مع لاعب امضى اكثر من عام بعيدا عن كرة القدم مهما كانت سمعته السابقة وعليه ان

يقبل بالعرض الذى يحضر فى ذلك الوقت .. مع ملاحظة ان سيتى بالتحديد يرغب فى التعاقد معه الان وهو فى قمة جماهيريته بعد ان قاد البارسا

للقب الابطال لان ايتو هو المدخل لقلوب افريقيا السمراء حسب اعتقاد ملاك سيتى ولا يعرف اذا كان سيحافظ على هذه الشعبية بعد عام ام ان لاعبا

اخرا سيحل مكانه وحينها سيلتفت سيتى اليه لان التعاقد مع ايتو فكرة استثمارية قبل ان تكون من اجل فائدته فى الملعب ،.. وهناك خطر اخر يهدد


ايتو وهو اذا شارك فى المباريات فانه من الممكن ان يتعرض لاصابة تنهى حياته الرياضية تماما – خاصة اذا حدث ذلك وهو مع المنتخب

الكميرونى - وحينها لن يكون قد وصل الى اي طرف فعقده مع برشلونة سينتهى ولن يمدد ولن يتقدم اي نادى فى العالم للتعاقد مع لاعب مصاب.


اتمنى ان ينهى ايتو هذه المهزلة بعيدا عن الافكار الافريقية القديمة ويتعامل بلغة الاحتراف ويضع مصلحته كلاعب كرة قدم فى المقام الاول لا

كشخص يسعى للانتقام!.





_____________________________________________________________________________



مـــاذا أقصــد ب " ايتــو و لابورتــا و الورقـات الثلاث " ؟ !


بدا إيتو ممارسة" لعبة الثلاث " ورقات مع برشلونة بعد ان قال مدربه غوارديولا بأنه ليس في حساباته للموسم الثاني على

التوالي ,فالهداف الأسمر صاحب الإسهامات اللافتة لفريقه هذا الموسم في فوز فريقه بالدوري المحلي وكأس الشامبيونز ليغ ظل يراقب الوضع

بصبر وثبات حتى جاءت ساعة فرض قراراته حين قدم نادي مانشيستر سيتي الإنجليزي عرضا كبيرا بلغ ثلاثين مليون يورو وعليه يصبح إيتو

صاحب الأجر الأعلى على نجوم كرة القدم في العالم , طبعا لابورتا سال لعابه لسببين



أولهما : عائد إطلاق سراح إيتو سيحل ضائقة النادي المالية,


وثانيهما : التخلص من الأسمر تنفيذا لرغبة مدرب الفريق ,


وفي المقابل استجلاب هداف إسبانيا ديفيد فيا لكن الأسد الكاميروني كشف اللعبة و أشترط دفع مبلغ عشرة ملايين يورو ثمنا لانتقاله مما وضع

لابورتا في موقف لايحسد عليه , هذا الأمر بمثابة وسيلة للضغط مارسها إيتو ببراعة وخبث لايقل عن خبث الرئيس الذي تفنن في لعبة البيضة

والحجر مع لاعب قدم الكثير لناديه , فالرئيس يقول أريد استمرار اللاعب وفي نفس الوقت يقول ان عرض النادي الإنجليزي لايقاوم إيه الحكاية يا

لابورتا





نضج فكر النجم صمويل إيتو وتعامله مع الحدث بهذه الطريقة يؤكد أنه يريد إرغام لابورتا على الاستغناء عن خدماته مع حافز الوداع كثمن

للأسلوب الذي مورس معه بطريقة غير أخلاقية ولا تمت بالوفاء والتقدير لنجم أعطى أداء وعطاء مثاليا وظل وفيا لناديه حتى أخر لحظة .

بالتأكيد لوحسم إيتو أمر انتقاله بهذه الطريقة لم يستفيد البرشا كثيرا ومن هنا يأت مربط الفرس وهدف الأسد الكاميروني رد الصاع صاعين لإدارة

ومدرب متعجرف تخصص في نكران الجميل لنجومه الكبار !.




الشرط التعجيزي يؤكد رغبة إيتو للبقاء مع ناديه لموسم أخر .


سياسة برشلونة مع نجومها الكبار يشتم منها كسر عظامهم أو إرغامهم لترك الديار الكاتالونية والمؤسف نشر الشائعات والترويج ضد هم ضاربين

بإنجازاتهم وتضحياتهم عرض الحائط !

أعتقد ان رحلة صمويل إيتو مع البارشا محفوفة بالمخاطر بعد الآراء المتباينة !


أحترم رؤية كل مدرب في رسم استراتجياته وبناء فريقه بالطريقة التي يضعها في مخيلته لكن لا يختلف اثنان على أن الأسد الكاميروني ورقة رابحة

سيندم الكاتالونيين لو فرطوا فيها !






____________________________________________________________________

" اتمني بقـاء ايتو ضمن صفوف البارسـا لآنني لا أريد ان تودع الليغـا أحد نجومهـا نريدهـا ليغـا من نوع أخر و طعم أخر