لقاء مع الدكتور مروان عرفات

الكاتب/ أجرى الحوار:عبد العظيم عبد الله



الجهاد ماكان ولن يكون ذكرى قديمة

سخرت وقتي طويلاً, وفكرتُ ملياً. وفي لحظةٍ أخذت قلمي بين أناملي وأتيت بالصفحات البيضاء لأُعرِّفَ بضيفنا الذي سيتباهى به موقعنا على الدوام . ولكنني لا أعلم هل يبلغ القلم مداه !! إنّ ضيفنا بحرٌ خضمٌ مرتفعٌ أمواجه يحمل في طياته الدّر, شعاره الصدق والإخلاص في
العمل . سنبني في موقعنا روضة من البساتين الزاهرة وقصرٌ فخمٌ يتلألأ في البقعة الخضراء تلألؤ الكوكب المنير في البقعة الزرقاء. لمّا لا وضيفنا أرقى شخصية رياضية عرفتها الكرة السورية إننا سمعنا ونسمع أنين كرتنا متوجعة, وتشكو مرضاً وبدرجة شديدة هذا العام.
ولكن ضيفنا البار وهب نفسه للدفاع عنها ومعالجتها بكل السبل وللجهاد مكانة خاصة في قلبه أعلنها أكثر من مرة ويعلنها الآن عبر موقع الأخوة نت. على الرحب والسعى دكتور مروان عرفات و أهلاً بكَ في موقعنا :
· أهلاً بكم .
ـ حبذا تعطينا لمحة عن مسيرتك الرياضية وخاصة في مواقع المسؤولية؟
· حكم دولي بكرة القدم مارست التحكيم 22 عاماً, وكنت أحد حكام أولمبياد موسكو عام 1980 وهناك وفقني الله فكنتُ ضمن أحسن 6 حكام في الاولمبياد حيث أسند إلي تحكيم مباراة المركز الثالث بين الاتحاد السوفيتي ويوغوسلافيا . وكنت أول حكم عربي وآسيوي ينال هذا الشرف حتى ذلك التاريخ. كما ساهمت بتحكيم تصفيات كأس العالم مرتين والعديد من بطولات العرب. عام 1982 أصبحت رئيساً لفرع دمشق للاتحاد الرياضي العام, وعام 1983 أصبحت عضواً في المكتب التنفيذي ـ واللجنة الأولمبية ـ وذلك لثلاث دورات انتخابية انتهت عام 1996 حيث أصبحت بعدها مديراً للمعهد الرياضي للمعلمين بدمشق لمدة عشرة أعوام متتالية . قمت برئاسة أكبر البعثات الرياضية في تاريخ الرياضية السورية وهي:
ـ رئيس البعثة السورية للدورة العربية السادسة في المغرب عام 1986 وكان عدد أفرادها 300 شخص.
ـ رئيس البعثة السورية لدورة ألعاب المتوسط العاشرة في سورية عام 1987وكان قوام البعثة650 شخص.
ـ رئيس البعثة السورية للدورة العربية السابعة في سورية عام 1992 وكان قوام البعثة 700 شخص .
ـ رئيس البعثة السورية لأولمبياد برشلونة عام 1994.
ـ رئيس بعثة منتخب شباب سورية لنهائيات كأس أسيا في أندونوسيا عام 1994 وأحرز منتخبنا يومها بطولة آسيا .
ـ رئيس بعثة منتخب الشباب لنهائيات كأس العالم في قطر عام 1995 وجاء منتخبنا يومها بالمركز التاسع عالمياً .
* اعتزلت التحكيم عام 1987 بسبب ضغط العمل في تنظيم دورة المتوسط حيث كنت أمين سر سع لجان خلال هذه الدورة , وأصبحت بعدها محاضراً عربياً في تحكيم كرة القدم ومن ثم محاضراً آسيوياً . وكنتُ أقدم محاضر أسيوي في هذا المجال بعد العميد فاروق بوظو حيث أحمل هذا اللقب منذ 22 عاماً .
* مارست الإعلام عام 1965 وترأست القسم الرياضي في جريدة البعث من1974 ـ 1982 .
وأسست مع المرحوم عدنان بوظو جريدة الملاعب التابعة للاتحاد الرياضي العسكري عام 1976 .
ثم أسست وترأست جريدة الهدف الرياضي التابعة لوزارة الداخلية عام 1977 .
أسست مع المرحوم عدنان بوظو جريدة الاتحاد عام 1982 .
أسهمتُ في تأسيس صحيفة الرياضية عام 2002 وأصبحت عضواً في مجلس إدارتها منذ ذلك التاريخ.
أسست القسم الرياضي في صحيفة الوطن اليومية.
* عضو الاتحاد الأسيوي لكرة اليد لأربع سنوات. رئيس لجنة الأعلام الآسيوية لاتحاد كرة القدم , إضافة إلى الأعمال الكثيرة الأخرى في مجال الرياضة والأعلام.
ــ عفواً دكتور هل يمكن أن يأتي اليوم الذي يزعج منتخبنا منتخب البرازيل أو يغلب الطليان كما فعل المنتخب المصري الشقيق, وكيف سيتحقق ذلك ؟
· نعم , سنربح على البرازيل في أحلامنا . والحلم مسألة مشروعة والحمد الله . أما الطليان فالأمر يحتاج إلى بحث وتفكير. طبعاً لوكنّا سنحلم أيضاً .
ــ سنة استثنائية مرتْ على الكرة السورية من حيث القرارات الغير صائبة والاعتراضات المتعددة والخلافات بين أعضاء اتحادنا . فما هي الأسباب برأيك؟
· هذا أسوأ عام في تاريخ الكرة السورية من خلال :
ـ التخبط في القرارات بسبب الجهل بالأنظمة والقوانين والتي كلفتنا كثيراً على الصعيد الدولي والقاري , بالإضافة إلى الخلافات والانشقاقات التي حصلت ضمن اتحاد الكرة أسهمت في تخبطه أكثر وأكثر .
ـ الفساد الكروي بكل صوره وأشكاله بدءاً من بعض أعضاء الاتحاد ومروراً ببعض الأندية و وصولاً إلى العاملين في اللعبة .
ـ خروج مؤسف لكافة منتخباتنا من كل البطولات ( رجال , أولمبي , شباب ,ناشئين , أشبال ) .
وأعتقد أن أهم الأسباب التي أدت إلى حدوث هذه الأمور تعود على :
ـ عدم كفاءة بعض أعضاء اتحاد الكرة الذين نجحوا في الانتخابات وبعضهم من كوادر الدرجة الثانية والثالثة في اللعبة.
ـ الخلافات المصلحية بين أعضاء الاتحاد وسعي بعضهم نحو مصالحه وانتماءاته الضيقة والمؤسفة.
ـ الخلاف المستحكم بين اتحاد الكرة والقيادة الرياضة وإصرار اتحاد الكرة على الاستقلالية المطلقة في العمل وتخبطه في ذلك.
ـ عدم اتخاذ الإجراءات الحاسمة في الأوقات المناسبة وتدوير القرارات بشكل مصلحي أو لترحيل الأزمات .
ـ محاولة حماية بعض الأندية على حساب أندية أخرى مظلومة.
ـ عدم الإصغاء للنصح من ذوي الخبرة.
ـ الاحتراف اللعين الذي قضى على القيم والانتماء
ـ إضافة إلى أسباب أخرى كثيرة لا مجال لذكرها الآن.
ـ إلحاح مستمر وتساؤلات كثيرة عن إيصال صوت الحقيقة (صوت سورية الغد ) إلى ربوعنا, فهل تعدّهم بذلك؟
· تعمل إذاعة سورية الغد لإيصال صوتها إلى كل أنحاء الوطن الحبيب وخاصة مدينة القامشلي الغالية أرضاً وبشراً وتاريخاً. إلا أنَّ الإعاقات الفنية تعيق هذا الأمر حالياً, ولكنه سيتحقق بأذن الله. علماً أنَّ أخبار الحسكة عموماَ القامشلي خصوصاً تحظى باهتمام الإذاعة في نشرتها الصباحية اليومية,وذلك من خلال الأخ عبد العظيم عبد الله المعروف بنشاطه وجدارته.
ـ هل ظلمتْ المباراة الفاصلة ناديّ الحرية والاتحاد هذا العام ؟
· نعم ظلمتهما. ليس لعدم قانونيتها لأن المادة 16 تنص على ذلك. وإنما الظلم جاء من عدم معرفة الجميع بهذا النظام الذي لا يعرفه بعض أعضاء اتحاد الكرة أيضاً . فليس مهماً أن تكون المادة موجودة في اللوائح ومحفوظة في اتحاد الكرة . وإنّما المهم أن تكون المادة واضحة للجميع , ومثال على ذلك : أنك عندما تدخل على موقع اتحاد الكرة المصري تجد سطراً يعتلي ترتيب الفرق الأسبوعي وباللون الأحمر البارز,يقول: إنّه في حال تعادل فريقين على صدارة الدوري يُعمَد إلى إجراء مباراة فاصلة , لذا فكل الجمهور المصري يعرف ذلك لذا لم يمتعض أحداً من إجراء لقاء فاصل بين الأهلي والإسماعيلي . في حين كان ذلك غامضاً بالنسبة للجميع عندنا حتى لأعضاء اتحاد الكرة الذين اختلفت آراؤهم عند السؤال عن ذلك .
ــ هل أصبح نادي الجهاد ذكرى قديمة أم أنَّه قادرٌ على العودة إلى ميادين الكبار؟ وكيف يتحقق ذلك؟
· الجهاد ما كان ولن يكون ذكرى قديمة . بل هو على الدوام ذكرى عطرة لتاريخ مدينةٍ ونادٍ عظيمٍ قدّم نخبة من أبرز لاعبي المنتخب الوطني بدءاً من شيخ اللاعبين الدوليين والمدربين الوطنيين الكابتن موسى شماس (الأخ والصديق والخبير)ومروراً بكل النجوم وأبرزهم المرحوم عبود اسكندر. والجهاد كان السبّاق إلى رقي أجواء اللعبة,حيث لا أنسى حين كنتُ حكماً كم كنتُ استمتع بقيادة مباريات الجهاد في القامشلي وكان اللافت للنظر والمتقدّم على كل ملاعب المحافظات الأخرى هو ذلك الوجود الناعم للجنس اللطيف الذي كان يشكل 30 % من جمهور أي مباراة وهو أمرٌ لم تعرفه كل ملاعب القطر. وإنْ دلّ ذلك على شيء فهو يدلّ على التطور الاجتماعي في هذه المدينة التي تجسد اللحمة الوطنية في أرقى وأعظم صورها, فتحيةً إلى أبناء القامشلي (الغوالي جداً على قلوبنا) .
ومن هنا فإنَّ كرة نادي الجهاد بصعودها للدرجة الثانية بدأت تتلمس خطوات العودة إلى موقعها الحقيقي بين أندية الدرجة الأولى. وهي قادرة على ذلك بتعاون الجميع و رغبتهم في ذلك. ولا أنسى في هذا المجال الإسهامات الايجابية الرائعة التي يسطرها نجوم الكرة السورية المقيمين والمحترفين في كل أنحاء العالم والذين يشك أبناء نادي الجهاد 60% منهم. فلهم التحية والتقدير لأنهم خير سفراء لوطنهم وشعبهم ورياضتهم.
ــ نادي الجهاد يمر بظروف استثنائية , فما الضرر ولو عامله اتحادنا معاملة استثنائية؟
· الظروف الاستثنائية التي يعيشها الجهاد تتطلب موقفاً استثنائياً أيضاً من اتحاد الكرة(الراعي الحقيقي لكل أبنائه) والكلف العالية التي يتكبدها الجهاد في تنفيذه لمباريات الدوري وخاصةً عندما كان في الدرجة الأولى(وحين العودة إليها إن شاء الله) أمرٌ لا يمكن نكرانه أبداً , وهو أمرٌ يعجز عن أكبر الأندية السورية. ومع ذلك نرى الالتزام واضحاً والتضحيات واضحة.
ــ كلمة أخيرة .
· لو تحدثتُ عن حبي للكرة السورية , وعن كرة الجهاد الراقية لما كنتُ مبالغاً , ولو قلتُ الكثير عن أرض القامشلي الخيّرة وعن جهادها الرائع وعن أهلها الكرام لما وفيتهم حقهم . ولو راجعت ذاكرة الكرة السورية لقفز إلى الواجهة دائماً نجوم الجهاد الرائعين .
ولو قلت كلمة اختزل فيها كل ذلك لقلت لكم ( أحبكم) فهي أغلى ما أمتلكه . لأقوله مختزلاً مقالاتٍ من الحب في كلمة. مع أمنياتي لكم بالتوفيق .
وفي نهاية لقاءنا نشكر الدكتور مروان عرفات على هذا الحوار الشيق الذي ازدادنا قوةً وعزيمةً وزاد موقعنا شرفاً وخاصةً أنّه تلقى الثناء والشكر من حامي رياضة بلدنا الدكتور مروان عرفات.